الأوقاف تصدر تقريرها حول الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية للعام 2024
الأوقاف: الاحتلال دمَّر 815 مسجداً بشكل كلي، و151 مسجداً بشكل جزئي في قطاع غزة كما اقتحم الأقصى 256 مرة، ومنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 674 مرة واستهدف ثلاث كنائس ودمَّرها، كما تعرَّض بالاعتداء على (20) مسجداً.
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تقريراً خاصاً حول انتهاكات الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة للعام 2024.
وقالت وزارة الأوقاف في تقريرها بأن الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ بداية العام دمَّر (815) مسجداً تدميراً كلياً، فيما دمَّر جزئياً (151) مسجداً، ودمَّر (19) مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث. كما استهدف ودمَّر (3) كنائس في مدينة غزة.
كما قالت الوزارة بأن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ أكتوبر من العام الماضي اعتدى على المسجد الأقصى من خلال سماحه لعصابات المستوطنين الإرهابيين باقتحامه وتدنيس ساحاته ومصاطبه وذلك لـ (256) اقتحاماً مارس خلالها المستوطنون شعائر تلمودية أصبحت تمارس بشكل يومي كالسجود الملحمي الذي ابتدأ القيام به منذ تاريخ 13/8/2024، ومارس هذا السجود عضو الكنيست "موشيه فيجلين لأول مرة أيضاّ. بالإضافة إلى النفخ بالبوق وارتداء ثياب الصلاة في إظهار واضح لممارستهم العبادية داخل المسجد الأقصى، وصلواتهم التلمودية الجماعية والتي تمارس في مكان محدد وفي أوقات محددة في تكريس واضح للتقسيم الزماني والمكاني. وكل هذا تحت إشراف وحماية شرطة الاحتلال التي تمنع بشكل دائم حراس المسجد الأقصى التابعين لدائرة الأوقاف في القدس من قيامهم بعملهم داخل ساحاته خلال هذه الاقتحامات.
وكانت جماعات الهيكل قد سهّلوا للمستوطنين الاحتفال برأس السنة العبرية داخل المسجد الأقصى كما نشرت سابقاً منظمة "نشـطاء جبـل الهيـكل" مقطـع فيديو يظهـر فيـه حـرق المسـجد الأقصى وأرفقت مـعه تعليـق: "قريبـًا فـي هـذه الأيام". وفي ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل أدى المستوطنون لأول مرة طقوساً جماعية في المنطقة الغربية المقابلة لقبة الصخرة. كما يتم التعامل مع المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى ككنيس غير معلن.
وكان الإرهابي بن غفير قد اقتحم الأقصى مدعوماً من حكومته اليمينية المتطرفة لـ (7) مرات منذ توليه منصبه و4 مرات منذ بدء الحرب على غزة. وأصدر عدداً من التصريحات اليمينة المتطرفة والتي هدد فيها بتأسيس كنيس يهودي في المسجد الأقصى في إشارة إلى السيطرة عليه، كما عمل على تكثيف الوجود اليهودي من خلال دعمه حكومياً وإعطائه غطاء شرعياً. وفي عيد (الحانوكاه) اليهودي اقتحم المسجد الأقصى (2567) مستعمراً، مارس المستعمرون خلاله انتهاكات عديدة كان أبرزها اقتحام "بن غفير" والحاخام يسرائيل شليطا يوقيامهم بتأدية للصلوات، وممارسة الرقص والغناء والسجود الملحمي، مع تأدية لطقوس تلمودية.
فيما يتعلق بالحرم الإبراهيمي، مارست قوات الاحتلال انتهاكاتها له بشكل يومي سواء من خلال منع إقامة الأذان فيه والذي وصل منذ بداية العام (674) مرة تقريباً، أو من خلال التضييق على المصلين المسلمين من خلال منعهم وإغلاقه لـ (10) مرات خلال ذات الفترة. كما نصب الاحتلال ما يسمى بالشمعدان والأعلام الإسرائيلية على سطح وجدران الحرم الإبراهيمي الشّريف، وأقاموا حفلات صاخبة وصلوات تلمودية في القسم المغتصب، ومارسو الضرب على الابواب والصراخ والسّب والشّتم. كما أعاق الاحتلال احتفالات المولد النبوي داخل الحرم.
وبالرغم من تزايد إصرار الفلسطينيين على التمسك بمكانتهم الدينية، إلا أن عدد المصلين في الحرم الإبراهيمي خلال عام 2024 بلغ 236,530 مصلٍّ فقط. يُعتبر هذا الرقم أقل من المتوقع بسبب الإجراءات المشددة التي فرضها الاحتلال، بما في ذلك إغلاق مداخل الحرم منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أعاق وصول أعداد كبيرة من المصلين. وقد اقتحم الحرم الإبراهيمي الشريف 3,381 جنديًا إسرائيليًا خلال العام، في انتهاك صارخ لحرمة المكان الديني، واستفزازاً لمشاعر المسلمين. وكثّف الاحتلال من نقاط التفتيش حول الحرم، وأغلق جميع مداخل الحرم ولم يبق إلا باب السوق مما زاد من صعوبة وصول الفلسطينيين إلى الحرم الابراهيمي.
ورغم القيود الإسرائيلية القيود المفروضة على الحركة والإغلاق المستمر لمداخل الحرم الإبراهيمي استقبل الحرم 12,663 سائحًا فقط خلال عام 2024. وأدانت وزارة الأوقاف والشّؤون الدّينيّة، المخططات الخطيرة المزمع تنفيذها تجاه الحرم الإبراهيمي الشّريف، والّتي أعلن عنها عضو الكنيست عن حزب اللّيكود الحاكم في إسرائيل، والّذي طالب بتأميم الحرم الإبراهيمي الشّريف، والسّيطرة عليه، ووضعه بشكل كامل تحت السّيادة الإسرائيليّة من خلال إلغاء ما يتعلق بالسّيادة الفلسطينيّة عليه في اتفاقات أوسلو، وإعادته إلى أيدي إسرائيل من خلال الاستيلاء عليه بشكل تدريجي.
وفيما يتعلق ببقية أماكن العبادة والمساجد اعتدى الاحتلال الإسرائيلي، على (20) مسجداً في مناطق مختلفة في الضفة الغربية مع تركيز واضح على محافظتي طولكرم وجنين، إما بالتدمير الجزئي لعدد من المرافق أو من خلال تدنيسها بالكتابة والسخرية من الشعائر الإسلامية.
ورصدت وزارة الأوقاف في تقريرها عدداً من الاعتداءات على الأماكن المقدسة والمصلين المسيحيين حيث قامت جماعات دينية يهودية متطرفة بالاعتداء والبصق بحق الحجاج المسيحيين في مدينة القدس المحتلة، وتحديداً في منطقة كنيسة حبس المسيح. كما ضيَّقت عليهم خلال الأعياد المسيحية ومنعتهم من الوصول إلى كنيستي المهد والقيامة.
إن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إذ ترصد هذه الانتهاكات الأكثر خطورة في تاريخ الانتهاكات الإسرائيلية للأماكن المقدسة لتدعو المجتمع الدولي إلى إيقاف هذا الاحتلال عن الاستمرار بهذه الانتهاكات التي أصبحت ذات وتيرة عالية نتيجة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ فتحت غطاء التهاء العالم بهذا العدوان البشع على قطاع غزة والضفة الغربية يمارس الاحتلال اعتداءاته دون رقيب أو حسيب على مقدساتنا وعلى رأسها درَّة التاج؛ المسجد الأقصى.