وزير الأوقاف: نرفض سقف صحن الإبراهيمي لإضراره بمكانته التراثية والتاريخية، ولتعديه على صلاحيات الأوقاف
رام الله- أكد سماحة أ. د الشيخ محمد مصطفى نجم وزير الأوقاف والشؤون الدينية بأن وزارته، وبناء على توجيهات الحكومة الفلسطينية، ترفض مطالب الاحتلال الإسرائيلي بسقف صحن الحرم الإبراهيمي؛ وذلك لإضراره بالمكانة التاريخية والتراثية له، ولتعديه على الصلاحيات التي تمتلكها بشكل حصري وزارة الأوقاف، وتشمل أحقية الوزارة بأعمال الترميم والإصلاحات التي يحتاجها الحرم بما فيها القسم المغتصب منه، ولن تقبل بأيِّ شكل من الأشكال الانتقاص من هذه الصلاحيات أو التعدي عليها من قبل الاحتلال. هذا بالإضافة إلى أن الحرم الإبراهيمي الشريف موجود على قائمة الموروث الحضاري ومعترف به من قبل المنظمات الحقوقية على رأسها اليونسكو والتي نصت على عدم تغيير أي معلم من معالم الحرم الابراهيمي؛ ولذا لا يجوز القيام بأيِّ تغيير لمعالم الحرم الإبراهيمي بأي شكل من الأشكال. كما أنه من الناحية العملية، كما يقول الوزير نجم، فإن المكان المنوي سقفه في الحرم هو المتنفس الوحيد للحرم حين اكتظاظ المصلين المسلمين، وهناك خشية من تسبب السقف بحالات اختناق بينهم، خاصة في منطقة "مصلى الإسحاقية"، كما يوجد في منطقة السقف مصارف للمياه في حال المطر هناك خشية من تراكمها وإضرارها بالحرم إن تم بناؤه. كما أن الحرم بهذا سيكون عرضة لأضرار بنيوية، عمرانية نتيجة إنشاء سقف معدني قد يؤثر على بنية الحرم.
وقال نجم بأن هناك خطورة في الموافقة على سقف الحرم تتمثل بتجاوز الاحتلال الإسرائيلي لجميع المرجعيات القانونية التي يعمل وفقها منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، وذلك بتجاوزه ما أقرَّته لجنة شمغار الظالمة بتأكيد مرجعية وزارة الأوقاف بالقيام بالإصلاحات بشكل حصري؛ وهو أمر يعني إخضاع الحرم الإبراهيمي ومجريات الأمور فيه وتطوراتها لمزاج الضباط الميدانيين لقوات الاحتلال خاصة في ظل وجود حكومة يمينة متطرفة تستغل حالة الحرب اليومية التي يشنها الاحتلال على أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ وهذا أمر خطير جداً سيؤدي إلى الإضرار بالحرم الإبراهيمي وبالمصلين الذي تنتقص حقوقهم بالعبادة بشكل يومي خاصة في شهر رمضان المبارك.
وأوضح الوزير نجم بأن الاحتلال الإسرائيلي طالب منذ مجزرة الخليل بسقف منطقة صحن الحرم الابراهيمي الشريف وكانت المطالب كثيرة لسقف الصحن، وكانت الأوقاف دائما تمانع هذا لما في ذلك من أضرار كبيرة وتأثير خطير على مكانة الحرم وعدم السماح للاحتلال بالمساس به. ففي مساء يوم الثلاثاء الموافق 9/7/2024م، وحتى ليلة الخميس 11/7/2024 حاول الاحتلال سقفه دون موافقة الأوقاف من خلال رفع قضبان وألواح حديد وقاموا بسقف الجزء المكشوف من صحن الحرم الإبراهيمي الشريف الواقع في القسم المغتصب، وتفاجأ موظفو وسدنة الحرم الإبراهيمي عند فتحه الساعة الرابعة فجراً بما قام به الاحتلال أثناء الليل من اعتداء خطير على صحن الحرم. إلاَّ أنه وبعد سلسلة إجراءات قادتها الحكومة الفلسطينية من خلال وزارة الأوقاف ومعها المؤسسات الرسمية والأهلية في محافظة الخليل من خلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة، قامت قوات الاحتلال بإزالة الاعتداء السافر التي مارسته بحق الحرم الإبراهيمي الشريف بدءاً من يوم الجمعة الموافق 12/7/2024م وحتى يوم الثلاثاء الموافق 16/7/2024. إلاَّ أن الاحتلال الإسرائيلي عاد وطرح موضوع سقف صحن الحرم بتاريخ 9/12/2024 تحت حجة أن القرار قد اتخذ على المستوى السياسي بعد موافقة الحكومة الاسرائيلية عليه، وبأن عملية سقف الحرم التي تمت سابقاً كانت بدون قرار سياسي. وهنا تأتي خطورة ما يطرح الآن بكونه يأتي ضمن توجهات حكومية رسمية وليس تجاوزات لعدد من المستعمرين. وبتاريخ25/2/2025 أُبلغت وزارة الأوقاف بنيَّة الاحتلال سقف صحن الحرم الإبراهيمي الشريف، وأن هيئة التخطيط الإسرائيلي هي التي سوف تشرف على هذا الأمر لأن وزارة الأوقاف والمؤسسات الرسمية والوطنية ترفض ذلك.
وقال الوزير نجم بأن أهداف الاحتلال الإسرائيلي من خلال أولاً: أخذ قرار سياسي بهذا الأمر ضمن حكومة احتلال يمينية متطرفة تعمل بشكل حثيث لتحويل الحرم إلى كنيس يهودي خالص، والعمل على سحب صلاحيات الوزارة في الموضوع الخاص بسقف صحن الحرم ثانياً أصبحت واضحة في السيطرة على الحرم وتجاوز تقسيمه زمانياً، ومكانياً بالاتجاه إلى السيطرة عليه كاملاً من خلال طمس معالمه الدينية والتاريخية والتراثية الإسلامية.
ونوَّه الوزير نجم بأن الحرم الإبراهيمي تعرض سابقاً لانتهاكات واعتداءات كإقامة مصعد كهربائي أدى إلى تشويه المظهر التاريخي والعمراني للحرم، بالإضافة إلى قيام الاحتلال بتمديدات وحفريات داخل أروقة الحرم وساحاته، بالإضافة إلى ما يتعرض له الحرم من انتهاكات يومية تجاه سدنته وموظفي وزارة الأوقاف والمصلين الذين يؤمونه لصلاة فروضهم الخمسة ولصلاة التراويح.
وطالب الوزير نجم المجتمع الدولي والمؤسسات التي تُعنى بحقوق الإنسان وحماية التراث العالمي بضرورة القيام بدورها لمنع الاحتلال الإسرائيلي من سقف صحن الحرم ومن انتهاكاته اليومية التي تعمل تحت غطاء سياسي حكومي واضح.
كما طالب مؤسسات محافظة الخليل الرسمية والأهلية للقيام بدورها في حشد الطاقات ووضع البرامج التي تمنع هذا الاحتلال من تنفيذ تهديداته التي تؤثر على مستقبل الحرم وهويته الدينية والتراثية.
وطالب الوزير نجم أبناء محافظة الخليل بضرورة الرباط في الحرم وتأدية الصلوات والمشاركة بالمناسبات الدينية التي تقام فيه؛ فبجهودهم هم ستسقط مخططات الاحتلال وتذهب إلى الأبد.